مفهوم السيرة النبوية
السيرة النبوية هي تعرف حياة النبي منذ ظهور الإرهاصات التي مهدت لبعثته ، وما سبق مولده من سمات تلقي أضواء رحمانية على طريق الدعوة المحمدية ، ومولده ونشأته حتى مبعثه ، ودعوته وما لاقاه فيها من مشقة حتى علت راية الحق .
لاحظ أن مفهوم السيرة النبوية يتضمن أشياء حدثت قبل ميلاده صلى الله عليه وسلم ، وحتى انتقاله إلى الرفيق الأعلى ، ونجد في الكتب الحديثة إضافات للخلافة الراشدة أيضاً ، باعتبارها امتداداً مهماً لعصر النبوة ويطلق عليهما معاً ـ في كتب التاريخ ـ العصر الإسلامي .
2 ـ أهمية السيرة النبوية
ولكن لم الاهتمام بالسيرة النبوية والحرص عليها ، وتدوينها ، وتوثيقها ، ألق نظرةً على التالي لتتبين ذلك .
1 ـ تحتوي شطراً كبيراً من السنة النبوية ( المصدر الثاني للتشريع في الإسلام )
2 ـ تحتوي تاريخ الدعوة الإسلامية وما فيها من تنوع أساليب الدعوة .
3 ـ دروس وعبر في بناء الدولة الإسلامية .
4 ـ فيها أدلة تثبت بعثة محمد عليه (الصلاة والسلام ) .
3 ـ أهمية كتاب السيرة النبوية
أما كتاب السيرة فقد أخذ أهمية الخاصة تتلخص فيما يلي :
هو أول وأقدم كتاب شامل وموثوق يصلنا في التأريخ لحياة الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) .
4 ـ منهجية ابن هشام في تأليف كتابه .
ومن المهم في دراسة الكتب معرفة منهجية ( طريقة المؤلف أو الكاتب ) التي اتَّبعها في كتابه ؛ لأنَّ فهم المنهجية يساعدنا في الحكم على مادة الكتاب ، ودرجة الثقة بها ، وصحتها وما إلى ذلك .
تأثر ابن هشام بمنهجية علماء الحديث ، وقد ظهرت هذه المنهجية في كتابه كما يلي :
1 ـ دون كتابه رواية أمينة عن شيخه ابن اسحق ـ ونلاحظها ( قال ابن اسحق ... ) .
2 ـ أضاف بعض الشروح إلى الأصل ـ ونلاحظها ( قال ابن هشام : خرج يوم الإثنين ..... )
3 ـ عدَّل بعض الروايات ـ ونلاحظها ـ ( قال ابن هشام : ويقال : عمرو ..... )
4 ـ أسقط ( حذف ) ما لا يناسب هذه السيرة الجليلة من الألفاظ والنصوص مثل الهجاء و ... .
5 ـ قضايا في كتاب السيرة النبوية :
بعد أن تعرفنا إلى المنهجية ، سنتعرض إلى عدد من الموقف التي وردت في النص ، ولا بدَّ من فهمها جيداً للوصول إلى فهم صحيح لغاياتها ، وأهدافها ، وأهميتها في حياة المسلمين ، فهي دروس في السلوك الإنساني القيادي الفذ لقيادة وحكمة محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم . ومنها :
1 ـ إطالة الوصف وذكر التفاصيل : وقد أطال ابن هشام في فيما يلي : ( الخروج ، اللواء والرايتان ، عدد الإبل ، الطريق ) وهذه من ميزات الأسلوب في هذا الكتاب وتعود للتزام ابن هشام بـ :
أ ـ منهجية علماء الحديث . ب ـ الأمانة العلمية . ج ـ الفائدة والعبرة التاريخية .
2 ـ مشورة المهاجرين و الأنصار : وذلك تثبيتاً لمبدأ الشورى في حياة المسلمين ، وإصراره على سماع رأي الأنصار يدل على حكمة القائد المعلم الذي يراعي واقع الناس ، ويخيرهم في كل أمورهم ، بالإضافة ، والأنصار عدد ـ أي كثر في جيش المسلمين ، وقد بايعوه على الحـماية داخل المدينة ـ وهم الآن خـارجها ؛ لذلك لا بد من عهد جديد وبيعة جديدة ، وهو ما كان .
3 ـ مشورة الحباب بن المنذر في موقع نزول الجيش : سأل الحباب ـ رضي الله عنه ـ النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ عن الموقع هل هو وحي من عند الله أم هي الحرب والمكيدة ، فقال له النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ : بل هي الحرب والمكيدة ، فأشار على الرسول بتغير الموقع ، وأخذ الرسول برأيه. دلالة الحادثة أن الرسول قائد يهتم بأمور الدين ولكنه لا يهمل أمر الدنيا والواقع الذي يعيشه الناس ، أو ما تعلمه الناس من خبرات حربية وعملية ... وكذلك لا يهمل الرأي السليم الصحيح من أي إنسان ، كان صغيراً أو كبيراً .
4 ـ موقف المسلمين من الخروج .
1- فريق خرج معه ملبياً نداء الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) . ( فريق خفَََّ ) .
2- فريق لم يخرج لأنه لم يظن أن الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) سيلقى حرباً .( فريق تثاقل )
6 ـ مفاهيم مهمة
بعد أن تعرفنا إلى المنهجية ، سنتعرف إلى عدد من المفاهيم والعبارات والمفردات التي وردت في النص ، ولا بدَّ من فهمها جيداً للوصول إلى فهم صحيح لما ورد في درسنا هذا . ومنها :
*** حاول تقدير المعنى قبل قراءة الشرح لما في هذا من فوائد .
1 ـ المؤرخ الناقد : هو الذي يأخذ الرواية من مصادرها ثم يدرسها على أسـس علمية ، ولهذا قد يشرح ويعدل ويحذف منها حسب ما تمليه أسـس البحث العلمي .
2 ـ المؤرخ الناقل : يأخذ الرواية كما هي دون دراسة أو فحص بغض النظر عن صحتها أو خطئها .
3 ـ المؤرخ المتعصب ( المتحيز ) مؤرخ يحكم على الرواية من وجهة نظره أو وجهة نظر جماعته ، ولا يأخذ برأي الآخرين حتى لو كان الرأي صحيحاً .
4 ـ الموضوعية : هي استخدام المنهج العلمي في البحث ، دون تحيز إلى جانب دون الآخر .
5 ـ الركبان : مفردها راكب وهو المسافر على دابة.
6 ـ ندب : دعا - ندبهم لقتال المشركين- دعاهم لقتالهم.
7 ـ ينفلكموها : النافلة : الغنيمة دون حرب أو دون ركوب للخيل أو غيرها ، وينفلكموها أي يعطيكم إياها دون حرب .
8 ـ اعتقبوها: تناوبوا على ركوبها .
9 ـ مفرد قُلُبٌ : قَلِيب ويجمع على ( أقلبة )
10 ـ الصُدُق مفردها صادق .
11 ـ الُصُبر مفردها صابر .