قال رسول الله عليه الصلاة والسلام : " العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة " .. نعم يستوي في ذلك الذكر والأنثى ، والكبير والصغير ، والسيد والخادم ، لا يفرق الإسلام بين مسلم وآخر فالعلم فريضة يطلبها الإنسان ويسعى إليها ما دام حيا ..
قال رسول الله عيه الصلاة والسلام : " اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد "
ولقد دعا الإسلام إلى تعليم الخادمات اللاتي لا يعنى بتعليمهن حتى لو كانت الخادمة أمةً من الإماء وبين أن الله يضاعف الأجر لمن فعل ذلك ..
فقال رسول الله عليه الصلاة والسلام : " أيما رجل كانت عنده وليدة فعلمها فأحسن تعليمها ، وأدبها فأحسن تأديبها ، ثم أعتقها وتزوجها فله أجران . "
ولا يهم من أين يؤخذ العلم فالسفر إليه جهاد والموت فيه استشهاد ، والعلم يطلب في دار الإسلام وأيضا من بلاد غير المسلمين ، والعلم مختلف : علم دين وعلم دنيا والاثنان يكملان بعضهما ، ..
قال رسول الله عليه الصلاة والسلام : " اطلبوا العلم ولو في الصين "
وقال رسول الله عليه الصلاة والسلام : " من أراد الله به خيراً فقهه في الدين "
أي جعله عالما فيه متمكنا من أصوله ومن فروعه
ولقد شدد الإسلام على التنبيه وباستمرار على وجوب تعليم أطفالنا من خلال الرؤية المستقبلية ولأن هؤلاء أطفال اليوم هم أنفسهم رجال الغد والذين سيطلعون بأدوار وبمهام مختلفة وجدية وكثيرة وسيعيشون ظروفاً وأحداثا تختلف عما عايشوه في عصر طفولتهم
قال رسول الله عليه الصلاة والسلام : " علموا أولادكم ، فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم "
وفي نصيحته لأولاده قال عروة بن الزبير رحمه الله لبنيه : " يا بني اطلبوا العلم ، فإن تكونوا صغار قوم لا يحتاج إليكم فعسى أن تكونوا كبار قوم آخرين لا يُسْتَغْنى عنكم "
ولتبيان عظيم أهمية العلم وخطورته أن أول ما نزل من القرآن عند أول إبلاغ للنبي برسالة الإسلام وبأنه رسول الله عليه الصلاة والسلام دعا إلى العلم وأول العلم القراءة ..
قال تعالى : " اقرأ باسم ربك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق ، اقرأ وربك الأكرم "
وقال : " الرحمن علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان "
ولم يميز الإسلام بين الطفل كان ذكراً أم أنثى وأوجب تعليم البنات وجعل ذلك من موجبات دخول الجنة لوليِّها
قال رسول الله عليه الصلاة والسلام : " من كانت له ابنة فأدبها فأحسن تأديبها ، ورباها فأحسن تربيتها ، وغذاها فأحسن غذائها ، كانت له وقاية من النار ."
وكان العلم دعوة الأنبياء من قبل ..
قال داود لابنه سليمان عليهما السلام : " لف العلم حول عنقك وأكتبه في ألواح قلبك "
وتعليم الأطفال هو مصدر سعادة للآباء عندما يرون أولادهم وقد شبّوا من العلماء الذين لهم باع في أنواع العلوم والمعرفة ويصبحون قِبْلَةً لطالبي العلم والبناء والاستشارة والفتوى والمعرفة
قال بعض الحكماء : " من أدب ولده صغيراً سرّ به كبيرا . "
وقالوا : " من أدب ولده غم حاسده "
وقال ابن عباس : من لم يجلس في الصغر حيث يكره ، لم يجلس في الكبر حيث يحب
وقال الشاعر : إذا المرء أعيته المروءة ناشئاً فمطلبها كهلاً عليه شديد .
ولعل حسن وسلامة اختيار المعلم المخلص الصادق في علمه وفي عمله ، وفي حسن أخلاقه واستقامة سلوكه من أهم الأمور فالمعلم عند أطفالنا وأمامهم هو القدوة والمثال الذي يأخذون منه العلم والسلوك والأخلاق ..
فقد جاء في الأثر أن عمرو بن عتبة قال لمعلم ولده : " ليكن أول إصلاحك لولدي إصلاحك لنفسك ، فإن عيونهم معقودة بعينك ، فالحسن عندهم ما صنعت ، والقبيح عندهم ما تركت ، علمهم كتاب الله ولا تكرههم عليه فيملّوه ، ولا تتركهم منه فيهجروه ،. روّهم من الحديث أشرفه ، ومن الشعر أعفه ، ولا تنقلهم من علم إلى علم حتى يحكموه ، فان ازدحام الكلام في القلب مشغلة للفهم . وعلمهم سنن الحكماء ، وجنبهم محادثة النساء ، ولا تتكل على عذر مني لك ، فقد اتكلت على كفاية منك"
ولعل أفضل وصية في تعليم أولادنا هي وصية ودعوة رسول الله حيث قال : " لأَن يُؤَدِب أحَدُكم وَلَدَه خيرٌ له مِنْ أَنْ يَتَصَدَقَ بصاعٍ كل يوم "
وقيل : " العلم في الصغر كالنقش في الحجر "
دلالة على ثبات العلم وتمكنه من الإنسان إذا تلقاه صغيرا ، وفي ذلك دعوة واضحة لوجوب تعليم الأطفال وهم ما يزالون في سن صغيرة والتي يكونون فيها مثل الوعاء الفارغ يستوعب كل ما يوضع فيه ، فهكذا الطفل فمقدرة على التعليم وأخذه التعليم واسعة وفائقة لا يجوز القفز عنها وترك الطفل بدون علم حتى يكبر ويصبح من الصعب تعليمه بل وربما يرفض التعلم بالكامل .
من كل ذلك يتبين كم هو العلم حق أساسي وضروري لأطفالنا تقوم به مصلحة الأسرة وتقوى به مصالح الجماعة وتقوم به دعائم الدولة .