قصة قصيرة عن القدس
فداك يا أقصى
في ذلك المساء بينما كنت عائداً أنا وأبي من صلاة المغرب التقينا بمسيرةٍ حاشدة بالشباب وكانوا يهتفون بهتافات للقدس .
فسألت أبي :لماذا يخرج هؤلاء الناس من بيوتهم ويخاطرون على أنفسهم ؟
فقال أبي :يخرجون لدفاع عن القدس .
فسألته : وأين تقع القدس يا أبي ؟
قال أبي :هي مدينه جميلة تقع في وسط فلسطين وهي عاصمتنا يا ولدي ؛ولها مكانة عظيمة حيث يوجد فيها كل من المسجد
الأقصى وقبة الصخرة المشرفة وكنيسة القيامة وغيرها يا من معالم دينية وأثرية .
فذهبت أنا وأبي إلى البيت ، وجلسنا جميعا نشاهد التلفاز ، وكان المذيع يتحدث عن ما يقوم الاحتلال به من حفريات تحت
المسجد الأقصى ،وعن تضرر المسجد وتشقق أعمدته ، وما تعانيه هذه المدينة وأهلها من اضطهاد وظلم وعدوان من هذا
المحتل الغاصب .
وحينها سألت أبي : لماذا يقوم الاحتلال بمثل هذه الحفريات تحت المسجد الأقصى ؟
فقال أبي : لأنهم يزعمون وجود هيكل سيدنا سليمان (عليه السلام) تحته ، ويقولون أنهم يحفرون حتى يجدوه ، وإنهم إذا
وجدوه ولن يجدوه سيصبح ملكهم ، ولكن هذا حتماً لن يحدث يا ولدي .
وسألت أمي : وما مكانة القدس يا أمي عند المسلمين ؟
قالت أمي : نعم يا ولدي للقدس مكانة عظيمة فهي أولى القبلتين وثالث الحرمين ، هي القبلة الأولى التي صلى المسلمون
اتجاهها ، والمسجد الأقصى يا بني هو المسجد الذي اسري إليه الرسول (صلى الله عليه وسلم ) قبل الهجرة ، حيث
اسري به من مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى يقول تعالى (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى
المسجد الأقصى ) الإسراء ، وهناك صلى النبي (صلى الله عليه وسلم ) إماماً بالأنبياء أجمعين ، وفي ذلك الوقت لحقت
صخرة بالنبي وتوقفت حين توقف النبي ، وبقيت معلقة وهناك بني مسجد القبة الصخرة المشرفة .
وسألت أختي ليلى ومن الذي بنى المسجد الأقصى؟
قالت ليلى :النبي أدام عليه السلام هو أول من بنى المسجد الأقصى بعد بناءه للكعبة بأربعين سنة .
وما واجبنا نحو القدس يا أبي ؟
قال أبي : علينا الدفاع عنها بأرواحنا وأجسادنا وكل ما نملك يا بني .
وسألت أخي أحمد وهل هناك من يدافع عنها ؟
قال أحمد : نعم هناك الكثير من المرابطين وهب أنفسهم للقدس ولأرض فلسطين الطاهرة وهم يدافعون عنها بأنفسهم وأموالهم ويبيعون أرواحهم لأجل القدس .
وهل ستتحرر فلسطين والقدس يا أبي أم ستبقى محتلة هكذا ؟
فلسطين بابني لن تتحرر حتى نتوحد ونصبح يدٌ واحدة وهذا ما ورد في القران يا بني وسيحدث في أخر الزمان
وتقول الشجرة يا مسلم خلفي يهودي اقتله ، فيقتله المسلم ، وبعدها تتحرر فلسطين والقدس من كل احتلالٍ وعدوانٍ عليها
فشهقت شهقة عميقة وهل ستبقى القدس أسيرة حتى ذلك الوقت ؟
كم شوقتني يا أبي لرؤية القدس ، والصلاة فيها .
آهٌ يا أبتي لقد مزقت هذه الكلمات جدار قلبي وانبتت في داخلي حب القدس .
أتمنى من الله أن أكون من المجاهدين الذين يدافعون عن القدس ويحملون أرواحهم على أكفهم .
وهتفت لبيك يا أقصى لبيت يا قدس .
واستأذنت أبي إنا وأخي بالخروج والمشاركة في المسيرة ، وأخذنا نهتف بصوتٍ عالٍ ، بالروح بالدم نفديك يا أقصى.